فالقرآن الكريم أطلق نداءً لجميع الناس، ماذا قال لهم؟
قال: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]. إذاً: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) الله تبارك وتعالى أصلح الأرض: أي جعلها صالحة للحياة، فإذا ما عبث فيها الإنسان وإذا ما لوّث الجوّ فإن الحياة ستفسد على هذه الأرض. وما هذا التلوث وما هذا الاحتباس الحراري إلا نتيجة إهمال الإنسان للتوازن الذي قدره الله على الأرض، ونتيجة الترف والعبث والحروب وغير ذلك من مخلفات الحضارة الحديثة.
طبعاً ربما تعجبون أن هذا النداء الذي أطلقه القرآن قبل أربعة عشر قرناً يطلقه اليوم أكثر من خمسمائة عالم في مؤتمر البيئة الذي عقد في باريس في العام 2007، وخرج المؤتمر:
بنتائج أربعة وصل إليها هؤلاء العلماء:
شمل الفساد البيئي كل شيء على الأرض: البر والبحر والجو. وهذا الاحتباس أيضاً ظهر بسبب ما اقترفته يد الإنسان، لأن الإنسان هو المسؤول عن هذا الاحتباس. وهذه الزيادة الخطيرة في غاز الكربون تُنذر بفساد أرضنا التي نعيش عليها. وأن هنالك إمكانية لعودة الوضع إلى الوراء، أي هنالك إمكانية لعلاج هذا الخلل وإلا فإن العواصف والأعاصير والأمطار الحامضية أيضاً وكل هذه الظواهر سوف تتكرر وتحدث وتفسد الأرض أيضاً وتعيق الحياة على ظهر هذه الأرض.
وربما نعجب عندما نعلم أن هذه النتائج التي وصل إليها العلماء فقط في العام 2007 في مؤتمرهم وأجمع عليها أكثر من 500 عالم في مختلف الاختصاصات هذه النتائج تحدّث عنها القرآن في آية واحدة، فتأملوا معي هذه الآية الإلهية الرائعة، يقول تبارك وتعالى:
1- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ): الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري وقد سماها القرآن بالفساد لأنها فعلاً أفسدت البيئة والتربة والنبات والإنسان والحيوان في البر والبحر..
2- (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ): هذا إخبار بأن الناس هم المسؤولون عن هذا الفساد وهذا الاحتباس.
3- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا): وهنا حديث عن نوع من أنواع العذاب ليعتبر الناس ويعودوا إلى بارئهم ورازقهم ليرفع عنهم هذا العذاب. فعندما تجف المياه وتقلّ مصادر المياه العذبة بسبب هذا التلوث وعندما تكثر الكوارث الطبيعية وأهمها الأعاصير مثلاً، وعندما تتلوث الرياح تصبح الأمطار حامضية، محملة بغاز الكبريت غير صالحة لا للسقاية ولا للشرب فجميع هذه الأشياء هي نوع من العقاب من الله تبارك وتعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا.
4- (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): وهنا البشارة من الله تعالى أن هناك إمكانية لأن يعود الغلاف الجوي للأرض كما كان، وهناك إمكانية لتنظيفه وإعادة التوازن إليه، وهذا ما ينادي به علماء البيئة اليوم.
نعيد قراءة هذه الآية قراءة جديدة
يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. وهنا يتساءل الإنسان لماذا حدّثنا الله تبارك وتعالى عن هذا الأمر بصيغة الماضي، لم يقل سوف يظهر بل قال: (ظَهَرَ) لماذا؟ لأن الله تبارك وتعالى يقول الحق دائماً، وعندما يقول رب العالمين (ظَهَرَ) يعني لا بد أن يأتي ذلك اليوم ويظهر فيه الفساد في الأرض وهو فعلاً ما نشاهده اليوم وما يخبرنا به العلماء يقيناً من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري.
ثم إن الله تبارك وتعالى أعطانا من خلال هذه الآية إنذاراً، لماذا؟ لكي نحافظ على هذه الأرض لأن الله تبارك وتعالى يريد لنا الخير، ويريد لنا السعادة في الدنيا وفي الآخرة. ولذلك فإن العلماء عندما وجهوا نداءً إلى ضرورة إصلاح ما فسد من البيئة فإن الله تبارك وتعالى سبقهم في هذا الأمر، ماذا قال؟ قال تبارك وتعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]. لأن الإنسان عندما يلجأ دائماً إلى الله تبارك وتعالى وإلى رحمة الله يجد هذه الرحمة قريبة منه.
منقول بعد حذف فقرات من مقالة
للمهندس عبد الدايم الكحيل
الجمعة 21 أغسطس - 4:54:52 من طرف منال صلاح
» مركز اللغات
الجمعة 21 أغسطس - 4:53:59 من طرف منال صلاح
» وكالة البحوث والتطوير
الجمعة 21 أغسطس - 4:53:11 من طرف منال صلاح
» مجلةجامعةالمدينةالعالميةالمحكمة
الجمعة 21 أغسطس - 4:52:22 من طرف منال صلاح
» كلية العلوم المالية والإدارية
الجمعة 21 أغسطس - 4:51:37 من طرف منال صلاح
» كلية العلوم الإسلامية
الجمعة 21 أغسطس - 4:50:53 من طرف منال صلاح
» جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا
الجمعة 21 أغسطس - 4:48:59 من طرف منال صلاح
» المكتبة الرقمية
الجمعة 21 أغسطس - 4:46:44 من طرف منال صلاح
» عمادة الدراسات العليا
الجمعة 21 أغسطس - 4:45:33 من طرف منال صلاح
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت 8 أغسطس - 9:24:33 من طرف شاذلي شاهين
» مجلة علمية محكمة عالمية
السبت 8 أغسطس - 9:22:31 من طرف شاذلي شاهين
» الدراسات العليا الشرعية والعصرية
السبت 8 أغسطس - 9:21:01 من طرف شاذلي شاهين
» المكتبات الرقمية
السبت 8 أغسطس - 9:20:24 من طرف شاذلي شاهين
» المكتبات الرقمية
السبت 8 أغسطس - 9:19:50 من طرف شاذلي شاهين
» عالم المال والاعمال
السبت 8 أغسطس - 9:19:13 من طرف شاذلي شاهين
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت 8 أغسطس - 9:18:32 من طرف شاذلي شاهين
» دراسة اللغات العالمية
السبت 8 أغسطس - 9:18:05 من طرف شاذلي شاهين
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
السبت 8 أغسطس - 5:35:19 من طرف BI750
» مركز اللغات
السبت 8 أغسطس - 5:34:19 من طرف BI750
» وكالة البحوث والتطوير
السبت 8 أغسطس - 5:33:14 من طرف BI750
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
السبت 8 أغسطس - 5:32:29 من طرف BI750
» كلية العلوم المالية والإدارية
السبت 8 أغسطس - 5:31:33 من طرف BI750
» كلية العلوم الإسلامية
السبت 8 أغسطس - 5:30:34 من طرف BI750
» المكتبة الرقمية
السبت 8 أغسطس - 5:29:48 من طرف BI750
» عمادة الدراسات العليا
السبت 8 أغسطس - 5:29:05 من طرف BI750
» التخصصات الشرعية بجامعة المدينة العالمية
السبت 8 أغسطس - 5:28:16 من طرف BI750
» جامعة المدينة العالمية بماليزيا
السبت 8 أغسطس - 5:27:26 من طرف BI750
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
السبت 8 أغسطس - 5:25:14 من طرف BI750
» مركز اللغات
السبت 8 أغسطس - 5:24:08 من طرف BI750
» وكالة البحوث والتطوير
السبت 8 أغسطس - 5:23:13 من طرف BI750