ماذا تعرف عن الخل

لا أحد منا ينكر الحملات التحريمية التي شنتها جماعات أو أفراد على بعض المواد الغذائية المصنعة منها أو الطبيعة فأدخلتنا في دوامات من التساؤل تارة والإمتناع أحيانا أخرى، ومن بين هذه المواد: الخل، الخميرة، ما يعرف في مطبخنا بالكوزة...
من البدهي ألا يسقط شخص على ذراية بسيطة في هذه الإشكالات خاصة أن الحبيب المصطفى (ص) لم ينه عنها أو يحرمها، لكن ما بالك إذا تعلق الأمر بمنتوج ياتينا من الغرب استعمل فيه خل الخمر (المايونيز) مثلا.
أعترف مع نفسي أني قضيت كل حياتي حريصا كل الحرص على قراءة لائحة المكونات لأي منتوج غربي حتى لا أقع في المحضور، لكنه مؤخرا أتيحت لي فرصة للحديث مع شخص متخصص في صناعة المواد الغذائية ومن جملتها الخل، قلبت عندي كل المفاهيم، ولم أكتف بهذا الحد فناقشت الموضوع مع صديق باحث " متشدد" قضى وقتا يتقصى في موضوع الخل فإليكم بعض التفاصيل.
لقد كان أول سؤال تبادر إلى ذهني هو: ما هو الخل؟ فكان الجواب أن الخل هو حامض الأستيك وهو ناتج عن تحول الكحول عن طريق بكتيريا خاصة، كما أن الكحول بدوره ناتج عن تخمر كحولي للسكر، كما أنه بعد عملية التصفية تبقى دائما آثارالكحول في الخل لا تتجاوز ست درجات.
فكان السؤال الموالي: هل كل خل أصله كحول؟ فأجاب أنه بالإمكان الحصوال عليه بطرق كيميائية لكن ثمنه سيكون مرتفعا جدا.
سؤال آخر: لماذا نجد في لائحة المكونات للمواد المصنعة عدة أنواع من الخل، فنجد مثلا خل الكحول، خل التفاح، خل الفلفل، خل الأرز....، فكان الجواب أن منظمة التغدية العالمية تحتم على المنتجين وضع أصل أي مكون حماية للمستهلك.
كانت هذه بعض الأسئلة التي طرحتها على هذا الشخص، أما بخصوص صديقي فقد أخبرني أن العرب كانوا يحصلون على الخل عن طريق الخمر الذي يفسد وكانت لديهم مقولة مشهورة " إنما أفسده الله "، كما أني علمت أن العرب هم أول من قطر الخمر للحصول على الكحول الخالص.
فما رأيكم يا إخواني في هذه المعلومات؟
هل يجوز فعلا تناول مواد صنعت بخل الخمر؟
أنتظر ردودكم.

بالنسبة لي كمستهلك في بلاد معظمها من غير المسلمين أحرص كل الحرص أن أجد خاتم "حلال" على كل ما أتناوله من طعام واضعا الثقة في المؤسسات الإسلامية التي تختم على المنتوجات..
أما بالنسبة للخل فلم أسمع بمشاكل فيه إلا منك.. لي عودة

إذا كانت البلاد التي يعيش فيها المرء إسلامية فلا أساس أو معنى لخاتم اسمه حلال لأن تسويق مواد محرمة شرعا هو ممنوع من طرف القانون.
بعبارة أخرى هل تستطيع تناول الخل الذي أصله خمر؟

جزا ك الله خيرا لقد كنت أنتظر هذا الرد ولم يطل انتظاري، لأن هذا ما يستند عليه محرمو الخل لأن صناعته تكون بفعل فاعل، وإذا أدخلنا في الحسبان ما وصلت إليه الصناعة الغذائية من تطور حيث أصبح احتمال التلوت أثناء التصنيع ضعيفا جدا فإن تحول الخمر إلى الخل دون تدخل أضحى شبه مستحيل، فما رأيك؟

السلام عليكم

اشكرك أخي على الموضوع , لقد نشأت و أنا أعرف ان الخل حرام و لم يدخل البيت أبدا بدلا منه نستعمل الليمون , مادة طبيعية تناسب كل الاطباق ..... بالإمكان دائما أن نجد حلول بديلة

تحياتي لكم

شكرا لك أختي الكريمة على مشاركتك، لكني مع الأسف أخبرك أن الخل ليس حراما وإذا كنا نحن نستعمله لطعمه فهناك من يستعمله لخاصياته الحافظة حيث أن الناس في المشرق العربي يصبرون فيه خضرهم الموسمية ويطلقون عليها اسم "مخلل".

بسم الله الرحمن الرحيم
تعمدت إشارة قصيرة في المشاركة أعلاه حتى لا ينزلق أحد إلى التحريم . لأن التحريم دائما أصعب من التحليل فالأصل في الأشياء الإباحة . وهذه قاعدة عند العلماء . وعلى المحرم أن يأتي بدليل قاطع يثبت به تحريمه للأشياء
إليكم هذا الدليل المنقول


قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالى : ( هوَ الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الُأَرُضِ جَمِيعَاَ ) (البقرة (29) ) ، و لا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالى ، أو سنة رسوله ( صلي الله عليه و آله و سلم ) ، أو إجماع ثابت متيقن ، فإذا لم يرد نص ولا إجماع . أو ورد نص صريح غير صحيح ، أو صحيح غير صريح ، بتحريم شيء من الأشياء ، لم يؤثر ذلك في حله ، و بقي في دائرة العفو الواسعة ، قال تعالى : ( وَقَدُ فَصَلَ لَكم مَا حَرَمَ عَلَيُكمُ إِلَا مَا اضُطرِرُتمُ إِلَيُهِ ) (الأنعام (119)) . و قال رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، و ما حرم فهو حرام ، و ما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً » ، و تلا : ( وَ مَا كَانَ رَبكَ نَسِيَاَ (رواه الحاكم عن أبي الدر داء و صححه ، و أخرجه البزّار – و الآية من سورة مريم(64) ) .

و قال : « إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، و سكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها » (أخرجه الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني ، و حسنه الحافظ أبو بكر ا لسمعا ني في أماليه ، والنووي في الأربعين .).

و إذ كانت هذه هي القاعدة ، فما هي النصوص و الأدلة التي استند إليها القائلون بالتحريم