ابن جبل- عضو مميز
عدد الرسائل : 1100
العمل/الترفيه : المطالعة
نقاط : 21440
السٌّمعَة : 35
تاريخ التسجيل : 29/12/2007
من طرف ابن جبل الإثنين 26 يوليو - 13:02:15
لكن كاتبا من أبناء الشمال وهو عبد الباري الطيار
يرى أن المؤرخين لم يكونو موضوعيين في تاريخ هذا الرجل حاميم
في هذه الظروف المعقدة ظهر حاميم في بلاد غمارة، فادعى النبوة (حسب المصادر التي بين أيدينا) و تبعه قومه، و ظل يحكمهم سنتين أو أكثر … فمن هو حاميم هذا؟إن المعلومات التي وصلتنا عن هذا الرجل نجدها عند البكري و صاحب "الاستبصار" و ابن عذاري و ابن أبي زرع و ابن خلدون و صاحب "مخافر البربر" … و بحكم أقدمية أبي عبيد البكري فإننا نعتقد أن كل المؤرخين الآخرين أخذوا عنه. حقا، هناك معلومات عندهم لا نجدها في النسخة التي بين أيدينا من كتاب البكري، و لكن هذا يمكن أن يكون مرده فقط إلى التصحيف و البتر اللذين وقعا في الكتاب المؤلف في أواسط القرن الخامس الهجري، لأن الصيغة التي يقدم بها تاريخ حاميم تكاد تكون واحدة … و مهما يكن فالمعلومات التي تركت لنا عن الرجل ناقصة جدا بحيث أنها لا تتطرق إلا للجانب الديني من نشاطه، ثم إنها أحيانا مهلهلة و لا واقعية بحيث يصعب تصديقها. لم يحدد لنا المؤرخون تاريخ ولادة هذا الرجل. كل ما قالوه لنا أن اسمه حاميم (ولقبه أبو محمد) و اسم أبيه من الله (ولقبه أبو خلف) بن حريز بن عمرو بن وجفوال بن زروال من قبيلة مجكسة قرب تطاون. و لم يذكروا لنا كذلك شيئا عن نشأته و تربيته و ثقافته و لا عن مستوى أسرته الاجتماعي. كل ما ذكروه في هذا المجال هو أنه كانت له عمة كاهنة و ساحرة تسمى تاليت، و أخت كاهنة ساحرة كذلك تسمى دبو، و كانت فضلا عن ذلك رائعة الجمال، فكان الغماريون يستغيثون بها في كل حرب و ضيق و يزعمون أنهم يجدون نفعها.داخل هذه الأسرة المليئة بالساحرات و الكاهنات، ادعى حاميم النبوءة و ذلك حسب المصادر التي بين أيدينا ، و لا ندري كم كان عمره آنذاك، إلا أننا نجازف فنقول أنه كان فوق الثلاثين، إذا اعتبرنا أنه ترك ثلاثة أبناء: محمد و عبد الله و عيسى ... المهم أن دعوته لقيت استجابة كبيرة بمجرد الإعلان عنها حيث اجتمع حوله خلق كثير كما يقول البكري و غيره ...و لتوحيد تصوراتهم و مشاعرهم و جعلهم "أمة" متميزة وضع لهم قرآنا باللسان الغماري مما ورد فيه: "خلني من الذنوب يا من أخرج موسى من البحر".و في مجال العبادات فرض عليهم صلاتين كل يوم: صلاة عند طلوع الشمس و أخرى عند غروبها. و كانوا يسجدون على ظهور أكفهم، و عند الركوع يقولون: "أمنت بحاميم و بأبي خلف أبيه، و أمنت بتاليت عمته. آمن رأسي و عقلي و ما يكنه صدري، و أحاط به دمي و لحمي".كما فرض عليهم صيام الإثنين و يوم الخميس إلى الظهر و صيام يوم الجمعة و عشرة أيام من رمضان و يومين من شوال ... فمن أكل عمدا يوم الإثنين فكفارته أن يتصدق بثلاثة أثوار. أما من أكل يوم الخميس فكفارته ثورين. و لم تحدد المصادر نوعية الكفارة الواجبة على المفطر يوم الجمعة أو خلال رمضان أو شوال ... و الملاحظ هنا أن أغلب المصادر (أربعة من ستة) تحدثت – ولو في صيغة الفرض – عن صيام الإثنين و الخميس، ولم تذكر يوم الجمعة، و هو أمر غير بعيد عن السنة. و لا زلنا نجد المؤمنات و المؤمنين يصومون هذين اليومين تقليدا للنبي (صلى الله عليه و سلم)، و طمعا في الثواب الذي يحصل من جراء ذلك ...و في الزكاة فرض عليهم العشر من كل شيء.و حتى لا يرهق حاميم أتباعه بكثرة الطقوس – و ما تتطلبه من تكاليف - أسقط عنهم الحج و الوضوء، و التطهير من الجنابة ...و لم يكتف حاميم – حسب مصادرنا دائما – بتغيير الإسلام في مجال العبادات، بل اعتدى على تعاليمه حتى في مجال الحلال و الحرام: فغير بذلك جوهر حياة الناس اليومية بعدما كانوا تعودوا على نظام الإسلام ... و هكذا حرم عليهم أكل البيض و رأس كل حيوان و كل أنواع الحوت الذي لم يذك ... في حين أحل لهم أكل أنثى الخنزير مبررا ذلك أن "قرآن محمد حرم الخنزير الذكر، و لم يحرم الأنثى".و للقضا على "المفتري" و على "باطله و حماقاته" جهز أمير الأندلس عبد الرحمن بن محمد جيشا كبيرا و بعثه لمحاربته. فالتقى الجمعان بقصر مصمودة (القصر الصغير حاليا) بأحواز طنجة سنة 315/927، و انهزم حاميم، و قتل، كما قتل أتباعه و صلب شلوه بالقصر المذكور و بعث برأسه إلى قرطبة ... و لم يكن من الممكن أن تكون نهاية حاميم مختلفة عن ذلك، فلا مقارنة بين نظام الأندلس البالغ أوج قوته (بجيشه و إمكاناته المالية و خبرته السياسية) و بين جيش غمارة الضعيف عددا و عدة .و بعد مقتل حاميم، كان لا بد أن ترفع أصوات لذمه و احتقاره، شأنه في ذلك شأن كل منهزم ...و قد ترك لنا البكري بعضا من الشعر في هجائه. من ذلك أبيات قالها أبو العباس المذحجي، و ادعى أنه نقلها عن الشاعر الطنجي عبد الله بن محمد المكفوف، و هذه هي الأبيات:وقالوا افتراء: إن حاميم مرسل .... إليهم بدين واضح الحق باهرفقلت كذبتم بدد الله شملكم .... فما هو إلا عاهر و ابن عاهرفإن كان حاميم مرسلا فإنني .... بإرسال حاميم لأول كافررووا عن عجوز ذات إفك فهيمة ...تفوق في أسحارها كل ساحرأحاديث إفك حاك إبليس نسجها .... يسرونها و الله مبدي السرائر هذا كل ماتركه لنا المؤرخون من أخبار عن حاميم ...
إليكم هذا الرابط
الرئيسية
» مركز اللغات
» وكالة البحوث والتطوير
» مجلةجامعةالمدينةالعالميةالمحكمة
» كلية العلوم المالية والإدارية
» كلية العلوم الإسلامية
» جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا
» المكتبة الرقمية
» عمادة الدراسات العليا
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
» مجلة علمية محكمة عالمية
» الدراسات العليا الشرعية والعصرية
» المكتبات الرقمية
» المكتبات الرقمية
» عالم المال والاعمال
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
» دراسة اللغات العالمية
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
» مركز اللغات
» وكالة البحوث والتطوير
» مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
» كلية العلوم المالية والإدارية
» كلية العلوم الإسلامية
» المكتبة الرقمية
» عمادة الدراسات العليا
» التخصصات الشرعية بجامعة المدينة العالمية
» جامعة المدينة العالمية بماليزيا
» معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
» مركز اللغات
» وكالة البحوث والتطوير