الحامّة قرية منسية

الحامّة قرية منسية

الحامّة التي أتحدث عنها هي قرية جبلية تقع على رأس جبل أكدم في أقصى شمال المغرب . تنتمي حاليا لجماعة قصر مجاز الاندلس عمالة فحص أنجرة ولاية طنجة
لهذه الحامة شقيقات كثيرات . مدينة الحامة تونس . مدينة الحامة الجزائر . حامة مولاي يعقوب وحامة سيدي حرازم وحامة عين الله بمدينة فاس المغربية . كما توجد في المغرب حامات أخريات لم تشتهر كثيرا . ومن أشهر الحامات التاريخية حامة الاندلس قريبة من غرناطة وتعرف باسم حامة غرناطة وقد شاهدت كثيرا من صورها في موقع سياحي إسباني . وهي غاية في الروعة والجمال تستغلها السياحة الإسبانية
إشتهرت حامة غرناطة بمياهها وبساتينها وبقلعتها الحصينة التي صمدت في وجه جيشين متحالفين ضد المسلمين جيش مملكة آرغون وجيش مملكة قشتالة ولم يتمكنو من إسقاطها إلا غدرا كما يذكر التاريخ . وبسقوط الحامة سقطت غرناطة بمملكتها وهي آخر معقل للمسلمين
إثر سقوط مملكة غرناطة قبل 530 سنة هرب الكثير من الاندلسيين على متن قوارب النجاة إلى شمال افريقيا بدءا بالمناطق المحاذية لمضيق جبل طارق حيث تبعهم بعد ذلك أفواج من المسلمين المورسكيين الناجين بدينهم وأرواحهم من محاكم التفتيش سيئة الذكر . التي لا زال عارها على جبين إسبانيا إلى يومنا هذا
معظم هؤلاء الاندلسيون استوطنو قبيلة أنجرة التي لا يفصلها عن الاندلس إلا مضيق جبل طارق . وجل مظاهر سكان قبيلة أنجرة توحي لك بأن أصولهم أندلسية
ذكرت هذا لأرجح أن أولائك القادمين من حامة الاندلس هم من أطلقو إسم الحامة على هذا المكان الجبلي المطل على مناظرجميلة في الاتجاهات الاربع . لكن لا توجد به منابع حارة كما هي في جميع الحامات . حقا يوجد بهذه الحامة الكثير من منابع المياه المعدنية لكنها باردة سائغة للشاربين مثلها مثل عين الماء البارد بقرية عين الرمل . ومنبع (البوينطي ) الشهير بطريق خميس أنجرة . ويوجد كذلك منبع واد المعزة بقرية دار الحجر . وكذلك منبع عين الشمس بقرية الملالح الأقل برودة . وكلها مناطق قريبة من قرية الحامة
وتأكيدا لترجيح فرضية سبب هذه التسمية فإن كثيرا من مناطق وقرى وأسر قبيلة أنجرة تحمل أسماء أندلسية نذكر منها على سبيل المثال بالإضافة إلى الحامة توجد كذلك الفحامين . شاطبة . بوعباد . الرندة . بني عتاب . المنصورة . الزهارة . الخ وأغلبها أسماء مدن وقرى بمملكة غرناطة في الجنوب الشرقي للأندلس
ولا شك أن هؤلاء الناجين لما نزلو بهذا المكان وهم ينظرون للأندلس بالعين المجردة كانو يعتقدون أن إقامتهم لن تطول كثيرا وسيعودون لمناطقهم الاندلسية في أية فرصة لكن إقامتهم تلك طالت قرونا عدة وخلفو بنين وحفدة
اليوم يقف أحفاد أولائك الأندلسيين على مرتفعات قرية الحامة الجميلة فينظرون غربا إنها جبال دار فوال وعين الرمل والفحامين . وتلك شركة تهيئ لإقامة سلسلة من المراوح لإنتاج الطاقة من رياح الشرقي القوية في هذه الجبال . ثم يستديرون قليلا فينظرون جنوبا مد البصر . تلك جبال بوهاشم ومولاي عبد السلام وشفشاون وبني حسان وبني حزمار . وهذا سد الروز على مرمى حجر منهم . ثم يستديرون قليلا فينظرون شرقا تلك جبال حوز تطوان وثلاثاء تغرمت وجبل موسى ابن نصير . جبال تحجب عنهم رؤية مدينة سبتة المحتلة . وهذه مقالع الاحجار باستعمال المتفجرات على رأس كل ساعة . ثم يستديرون قليلا فينظرون شمالا تلك الجزيرة الخضراء ( الخوزيرات ) وجبل طارق وطريفة وباقي جنوب الاندلس . وهذا قصر مصمودة التاريخي الذي استولى عليه البرتغال بعد مائة عام من سقوط غرناطة وإلى جانبه أقيم ميناء طنجة المتوسطي بأشطره الثلاث والذي يصنف مع الموانئ العشرة الأولى عالميا
تلكم جهات أربع بما فيها من مشاريع ضخمة يكتفي منها أبناء قرية الحامة بالنظر من بعيد رغم أن مقر جماعتهم القروية لا يبعد إلا بدقائق عن مقر إدارة ميناء طنجة المتوسطي
فهل ينظرون وينتظرون إلى ما لا نهاية . . . . ؟

كتبت هذا الموضوع وأرسلته لمدير جريدة إلكترونية طنجاوية . قرأه وطلب الصور بعثتها إليه فوعدني بالنشر مر أسبوعان ولم يفعل فقلت المقربون أولى بالمعروف
وتذكرت قول الصحابي . . ( والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا يا رسول الله )

خذه يامنتدى

جزاك الله على الإطلالة الرائعة على تاريخ منطقة أنجرة الأبية... وكالحامة هناك العديد من القرى في المنطقة لها نفس القصة وأهلها يتطلعون دائما إلى أيام الأندلس.